الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم .

[139] وقالوا ما أي: الذي.

في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا كانوا يقولون في أجنة البحائر والسوائب: ما ولد حيا، هو خالص للذكور، وأنث (خالصة) للتأكيد كالخاصة والعامة.

ومحرم على أزواجنا أي: نسائنا.

وإن يكن ميتة أي: مما ولد ميتا، اشترك فيه الرجال والنساء الإناث والذكور. قرأ ابن كثير: (يكن) بالياء على التذكير (ميتة) بالرفع; [ ص: 472 ] لأن المراد بالميتة الميت; أي: وإن وقع في البطون ميت. وقرأ أبو جعفر، وابن عامر: (تكن) بالتاء على التأنيث (ميتة) بالرفع، ذكر الفعل بعلامة التأنيث; لأن الميتة في اللفظ مؤنثة، وأبو جعفر: على أصله في تشديد الياء، وقرأ أبو بكر عن عاصم: (تكن) بالتأنيث (ميتة) نصب; أي: وإن تكن الأجنة ميتة، وقرأ الباقون: (وإن يكن) بالياء على التذكير (ميتة) نصب، رده إلى (ما)، أي: وإن يكن ما في البطون ميتة، يدل عليه أنه قال:

فهم فيه شركاء ولم يقل: فيها، وأراد: أن الرجال والنساء فيه شركاء.

سيجزيهم وصفهم أي: جزاء وصفهم للكذب على الله.

إنه حكيم في عذابهم.

عليم بأقوالهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية