الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 316 ] 3875 وعن شهر بن حوشب الأشعري عن رابه ، رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس قال : لما اشتغل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيبا فقال : يا أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم ، وإن أبا عبيدة يسأل الله - عز وجل - أن يقسم له منه حظه قال : فطعن فمات - رحمه الله - واستخلف على الناس معاذ بن جبل فقام خطيبا بعده فقال : يا أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم ، وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه قال : فطعن عبد الرحمن ابنه فمات - رحمه الله - ، ثم قام فدعا ربه لنفسه فطعن في راحته - رحمه الله - ، ولقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه يقول : ما أحب أن لي بما فيك شيئا من الدنيا فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص ، فقام فينا خطيبا فقال : يا أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع إنما يشتعل اشتعال النار فتجبلوا منه في الجبال فقال أبو وائلة الهذلي : كذبت والله لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت شر من حماري هذا ! ! قال : والله لا أرد عليك ما تقول - وايم الله - لا نقيم عليه ، ثم خرج وخرج الناس معه فتفرقوا عنه ودفعه الله عنهم قال : فبلغ ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من رأي عمرو فوالله ما كرهه .

                                                                                            رواه أحمد ، وشهر فيه كلام ، وشيخه لم يسم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية