الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3932 وعن عبد الله بن عمرو قال : إذا قتل العبد في سبيل الله فأول قطرة تقطر على الأرض من دمه يكفر الله ذنوبه كلها ، ثم يرسل له الله بريطة من الجنة فتقبض فيها نفسه ويجسد من الجنة حتى تركب فيه روحه ثم يعرج مع الملائكة كأنه كان معهم منذ خلقه الله حتى يؤتى به الرحمن - عز وجل - ويسجد قبل الملائكة ثم تسجد الملائكة بعده ، ثم يغفر له ويطهر ثم يؤمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وثياب من حرير عندهم ثور وحوت يلغثانهم كل يوم بشيء لم يلغثاه بالأمس يظل الحوت في أنهار الجنة فيأكل من كل رائحة من أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فذكاه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل رائحة من أنهار الجنة ويلبث الثور نافشا في الجنة يأكل من ثمر الجنة ، فإذا أصبح عدا عليه الحوت فذكاه بذنبه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل ثمرة في الجنة ، ينظرون [ ص: 328 ] إلى منازلهم يدعون الله بقيام الساعة فإذا توفى الله العبد المؤمن أرسل إليه ملكين بخرقة من الجنة وريحان من ريحان الجنة فقال : أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان ، اخرجي فنعم ما قدمت فتخرج كأطيب رائحة مسك وجدها أحدكم بأنفه وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون : سبحان الله لقد جاء من الأرض اليوم روح طيبة فلا يمر بباب إلا فتح له ولا ملك إلا صلى عليه ويشفع حتى يؤتى به إلى الله - عز وجل - فتسجد الملائكة قبله ثم يقولون : ربنا هذا عبدك فلان توفيناه وأنت أعلم به فيقول : مروه بالسجود فيسجد النسمة ثم يدعى ميكائيل فيقال : اجعل هذه النسمة مع أنفس المؤمنين حتى أسألك عنها يوم القيامة فيؤمر بجسده فيوسع له ، طوله سبعون وعرضه سبعون وينبذ فيه الريحان ويبسط له الحرير فيه ، وإن كان معه شيء من القرآن نوره وإلا جعل له نورا مثل نور الشمس ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إلى مقعده في الجنة بكرة وعشيا .

                                                                                            وإذا توفى الله العبد الكافر أرسل إليه ملكين وأرسل إليه بقطعة بجاد أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن فقال : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى جهنم وعذاب أليم ورب عليك ساخط ، اخرجي فساء ما قدمت ، فتخرج كأنتن جيفة وجدها أحدكم بأنفه قط ، وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون : سبحان الله لقد جاء من الأرض جيفة ونسمة خبيثة لا يفتح له باب السماء فيؤمر بجسده فيضيق عليه في القبر ويملأ حيات مثل أعناق البخت تأكل لحمه فلا يدعن من عظامه شيئا ، ثم يرسل عليه ملائكة صم عمي معهم فطاطيس من حديد لا يبصرونه فيرحمونه ولا يسمعون صوته فيرحمونه فيضربونه ويخبطونه ، ويفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده من النار بكرة وعشية يسأل الله أن يديم ذلك عليه فلا يصل إلى ما وراءه من النار
                                                                                            .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية