الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3928 وعن الحارث بن الخزرج عن أبيه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ونظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك الموت - عليه السلام - عند رأس رجل من الأنصار فقال : " يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن " فقال ملك الموت - عليه السلام - : طب نفسا وقر عينا واعلم أني بكل مؤمن رفيق ، واعلم يا محمد أني لأقبض روح ابن آدم [ ص: 326 ] فإذا صرخ صارخ من أهله قمت في الدار ومعي روحه فقلت : ما هذا الصارخ ؟ والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا قدره وما لنا في قبضه من ذنب ، فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا وإن تحزنوا وتسخطوا تأثموا وتؤزروا ، ما لكم عندنا منه عتبى وإن لنا عندكم بعد عودة وعودة فالحذر الحذر ، وما من أهل بيت - يا محمد - شعر ولا مدر ، بر ولا فاجر ، سهل ولا جبل إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ، والله يا محمد لو أردت أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو أذن بقبضها .

                                                                                            قال جعفر بن محمد : بلغني أنه إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة فإذا نظر عند الموت فمن كان يحافظ على الصلوات دنا منه الملك وطرد عنه الشيطان ويلقنه الملك لا إله إلا الله محمد رسول الله وذلك الحال العظيم .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عمر بن شمر الجعفي والحارث بن الخزرج ولم أجد من ترجمهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح وروى البزار منه إلى قوله : واعلم أني بكل مؤمن رفيق .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية