الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4288 4564 - حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل. [انظر: 4563 - فتح: 8 \ 229]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه عن أبي حصين بالفتح فرد، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس قال: حسبنا الله ونعم الوكيل [آل عمران : 173] قالها إبراهيم - عليه السلام - حين ألقي في النار، وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم … الآية.

                                                                                                                                                                                                                              وعنه قال: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل.

                                                                                                                                                                                                                              المراد (بالناس) نعيم بن مسعود، أرسله أبو سفيان ليثبط المؤمنين، قاله الفراء .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 170 ] وقال مجاهد : في الذين قال لهم الناس قال: أبو سفيان بن حرب ، فإنه قال: موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا. فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - لموعده حتى نزل بدرا. ذكره إسحاق البستي القاضي في "تفسيره" عن قتيبة ثنا حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد وزعم بعضهم أنه قال ذلك في غزوة حمراء الأسد. وفي "تفسير الطبري ": مر بأبي سفيان ركب من عبد القيس، فقال: إذا جئتم محمدا فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه. فلما أخبر قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" ذكره عن ابن إسحاق ، وعن ابن عباس وقتادة : بنعيم ونحوه. ويجوز أن يكون (…) في تثبيط المؤمنين ما أمكنه، فتارة بنعيم، وتارة بالركب، وتارة بالعير وشبهه. وإطلاق الناس وأراد به ما ذكره تجوزا من باب إطلاق اسم الجمع على الواحد من جنسه، وهو مثل أم يحسدون الناس وهو نبينا - صلى الله عليه وسلم - ومن عادة العرب إطلاق اسم الواحد على الجمع إذا كان عظيما، أو أتى بفعل عظيم؛ أو لأن نعيم بن مسعود من جنس الناس، كقولك: فلان يركب الخيل، ويلبس البرود، وليس له إلا فرس واحد وبرد واحد، كما ذكره في "الكشاف" ومعنى حسبي: كافيني، والوكيل: الحافظ والموكول إليه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية