الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4417 [ ص: 485 ] 5 - باب: قوله: فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة الآية [يوسف: 49]

                                                                                                                                                                                                                              وحاش، وحاشى: تنزيه واستثناء حصحص [يوسف: 51]: وضح.

                                                                                                                                                                                                                              4694 - حدثنا سعيد بن تليد، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له: أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي . [انظر: 3372 - مسلم: 151 - فتح: 8 \ 366].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              (وحاش، وحاشى: تنزيه واستثناء) كما قال: ما خطبكن أي: ما أمركن وما قصتكن. إذ راودتن يوسف عن نفسه : قلن ذلك، وشدد النون من راودتن كأنها عوض حرفين الميم و[الواو] في المذكرين؛ لأنك تقول فيه: راودتم، أصله: راودتموه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (تنزيه): هو بالزاي، وقيل: تبريه بالباء والراء، و[أنجيتنا: الناجية].

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 486 ] ثم قال البخاري : (حدثنا سعيد بن تليد) وهو: أبو عثمان سعيد بن عيسى بن تليد بالمثناة فوق في أوله الرعيني المصري، مات سنة تسع عشرة ومائتين، وهو من أفراده (ثنا عبد الرحمن بن القاسم ) وهو ابن خالد بن جنادة المصري، أبو عبد الله مولى زبيد بن الحارث العتقي فقيه مصر، واسمه: عبد الصمد، يروي عن ورش عن نافع القراءة (عن بكر بن مضر) وهو: ابن محمد بن حليم بن سلمان المصري، أبو محمد مولى ربيعة بن شرحبيل بن حسنة، ولد سنة اثنتين ومائة، ومات يوم عرفة سنة أربع أو ثلاث وسبعين. يعني: ومائة.

                                                                                                                                                                                                                              (عن عمرو بن الحارث ) وهو: ابن يعقوب أبو أمية مولى الأنصار، المؤدب، المصري، مات سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائة عن نيف وخمسين سنة - عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد … " الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              سلف في مناقب الأنبياء من طريق الأعرج ، عن أبي هريرة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 487 ] وظاهره أنه كان يأوي في الشدائد إلى الله، وقال مجاهد : الركن الشديد: عشيرته.

                                                                                                                                                                                                                              وابن القاسم هذا صاحب مالك الذي روى عنه سحنون "المدونة"، وعنه: أصبغ وغيره، توفي سنة إحدى وتسعين ومائة، ورد عنه أنه قال: خرجت مع مالك اثنتي عشرة سنة، أنفقت كل مرة ألف دينار.

                                                                                                                                                                                                                              ونقل ابن التين عن الشيخ أبي الحسن أنه لم يرو عنه في البخاري غير هذا الحديث، وكان من العلماء الزاهدين، وفضائله شهيرة جمة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية