الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فاذكروا اسم الله عليها صواف : قال ابن عمر: أي: مصفوفة، وقال مجاهد: قائمة على أربع مصفوفة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {صوافن} ; فالمعنى: قائمة على ثلاث، قال مجاهد: معقولة اليد اليمنى.

                                                                                                                                                                                                                                      واختيار مالك: أن تنحر قائمة غير معقولة، إلا أن يتعذر ذلك، فتعقل، وهو مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، وغيرهما، واستحب عطاء أن تنحر باركة معقولة.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه كانوا ينحرون البدن قائمة، معقولة اليد اليسرى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فإذا وجبت جنوبها أي: سقطت على جنوبها، قاله ابن مسعود [ ص: 451 ] وغيره، والعرب تقول لكل شيء سقط: (قد وجب) ; ومنه: (وجوب الشمس) .

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في: فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كالقول المتقدم في قوله: وأطعموا البائس الفقير ; فأما {القانع} ، و {المعتر} ; ففيهما أقوال:

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس: {القانع} : الذي يقنع بما أعطيته وهو في بيته، و {المعتر} : الذي [يتعرض لك أن تطعمه، ولا يسأل.

                                                                                                                                                                                                                                      وعنه: {القانع} : الذي يقنع بما أعطيته، و {المعتر} : الذي] يعتريك، فيسألك.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: {القانع} : جارك يقنع بما أعطيته، و {المعتر} : الذي يتعرض لك أن تطعمه، ولا يسألك.

                                                                                                                                                                                                                                      وعنه أيضا: {القانع} : الطامع، و {المعتر} : الذي يعتر من غني أو فقير.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: {القانع} : السائل، و {المعتر} : الذي يتعرض، ولا يسأل.

                                                                                                                                                                                                                                      زيد بن أسلم: {القانع} : المسكين الطواف، و {المعتر} : الصديق الضعيف الذي يزور.

                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن كعب: {القانع} : الذي يقنع بالشيء اليسير يرضى به، و {المعتر} : الذي يمر بجانبك، ولا يسأل.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 452 ] مالك بن أنس: أحسن ما سمعت: أن {القانع} : الفقير، و {المعتر} : الزائر.

                                                                                                                                                                                                                                      يقال: (قنع الرجل، يقنع، قنوعا) ; إذا سأل، و(قنع، يقنع، قناعة، وقنعا، وقنعانا) ; إذا اكتفى.

                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: (اعتره، وعره، وعراه، واعتراه) إذا تعرض لما عنده، أو طلبه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية