الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رزغ ]

                                                          رزغ : الرزغ : الماء القليل في المسايل والثماد والحساء ونحوها ، والرزغة أقل من الردغة ، وفي التهذيب : أشد من الردغة . والرزغة - بالفتح - : الطين الرقيق والوحل . وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة أنه قال في يوم جمعة : ما خطب أميركم اليوم ؟ فقيل : أما جمعت ؟ فقال : منعنا هذا الرزغ ، أبو عمرو وغيره : الرزغ الطين والرطوبة ، وقيل : هو الماء والوحل ، وأرزغت السماء ، فهي مرزغة وفي الحديث الآخر : خطبنا في يوم ذي رزغ ، وروي الحديثان بالدال ، وقد تقدم . وفي حديث خفاف بن ندبة : إن لم ترزغ الأمطار غيثا . والرزغ والرازغ : المرتطم فيها . وأرزغت السماء وأرزغ المطر : كان منه ما يبل الأرض ، وقيل : أرزغ المطر الأرض إذا بلها وبالغ ولم يسل قال طرفة يهجو وفي التهذيب يمدح رجلا :


                                                          وأنت على الأدنى شمال عرية [ ص: 146 ] شآمية تزوي الوجوه بليل     وأنت على الأقصى صبا غير قرة
                                                          تذاءب منها مرزغ ومسيل



                                                          يقول : أنت للبعداء كالصبا تسوق السحاب من كل وجه فيكون منها مطر مرزغ ومطر مسيل ، وهو الذي يسيل الأودية والتلاع ، فمن رواه تذاءب بالفتح جعله للمرزغ ، ومن رفع جعله للصبا ، ثم قال منها مرزغ ومنها مسيل . وأرزغ الرجل : لطخه بعيب . وأرزغ فيه إرزاغا وأغمز فيه إغمازا : استضعفه واحتقره وعابه ، قال رؤبة :


                                                          إذا المنايا انتبنه لم يصدغ     ثمت أعطى الذل كف المرزغ
                                                          فالحرب شهباء الكباش الصلغ



                                                          وهذا الرجز أورده الجوهري : وأعطى الذلة ، قال ابن بري : صوابه ثمت أعطى الذل . ويقال : احتفر القوم حتى أرزغوا أي : بلغوا الطين الرطب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية