الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وجعل البيت عن يساره )

                                                                                                                            ش : يعني أن من واجبات الطواف وشروطه أن يجعل البيت على يساره ، فلو طاف وجعل البيت على يمينه أو طاف ، ووجهه إلى البيت أو ظهره لم يجزه طوافه ، وهو كمن لم يطف فيرجع لذلك من بلده ، وهو مذهب مالك والشافعي وابن حنبل ; لأنه صلى الله عليه وسلم طاف كذلك ، وقال { خذوا عني مناسككم } [ ص: 70 ] وقال أبو حنيفة إن ذلك سنة من تركه صح طوافه ويعيد ما دام بمكة ، فإن خرج إلى بلده لزمه دم هكذا نقل عنه في الطراز ، فإن قيل : فلم جعلتم الترتيب هنا واجبا وجعلتموه في الوضوء سنة فالجواب أنه هنا مطلوب إجماعا ، ولم ينقل أحد من الصحابة والتابعين أنه طاف منكوسا ، أما الوضوء فقد ورد عن ابن عباس أنه قال ما أبالي بأي أعضائي بدأت إذا أتممت وضوئي هكذا نقل الشارح عن أبي الحسن الصغير ( تنبيه ) : فلو جعل البيت عن يساره ولكنه طاف منكوسا فرجع القهقرى من الحجر الأسود إلى اليماني فالظاهر أنه لا يجزئه وكلام صاحب الطراز وغيره يدل على ذلك ( فائدة ) : حكمة جعل الطائف البيت على يساره ليكون قلبه إلى جهة البيت ، وقال في الذخيرة : فلو جعله على يمينه لم يصح ، ولزمته الإعادة ; لأن جنبي باب البيت نسبتهما إليه كنسبة يمين الإنسان ويساره إليه فالحجر موضع اليمين ; لأنه يقابل يسار الإنسان ، وباب البيت وجهه ، فلو جعل البيت على يمينه لأعرض عن باب البيت الذي هو وجهه ، ولو جعله على يساره أقبل على الباب ، ولا يليق بالآداب الإعراض عن وجوه الأماثل ، وتعظيم بيت الله تعظيم له انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية