الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خبر الحارث بن سريج وأمانه

وفي هذه السنة أومن الحارث بن سريج وهو ببلاد الترك ، وكان مقامه عندهم اثنتي عشرة سنة ، وأمر بالعود إلى خراسان .

وكان السبب في ذلك أن الفتنة لما وقعت بخراسان بين نصر والكرماني خاف نصر قدوم الحارث عليه في أصحابه والترك فيكون أشد عليه من الكرماني وغيره ، وطمع أن يناصحه ، فأرسل مقاتل بن حيان النبطي وغيره ليردوه عن بلاد الترك . وسار خالد بن زياد الترمذي وخالد بن عمرو مولى بني عامر إلى يزيد بن الوليد فأخذا للحارث أمانا ، فكتب له أمانه ، وأمر نصر أن يرد عليه ما أخذ له ، وأمر عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عامل الكوفة بذلك أيضا ، فأخذا الأمان وسارا إلى الكوفة ثم إلى خراسان ، فأرسل نصر إليه ، فلقيه الرسول وقد رجع مع مقاتل بن حيان وأصحابه ، فوصل إلى نصر وقام بمرو الروذ ، ورد نصر عليه ما أخذ له . وكان عوده سنة سبع وعشرين ومائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية