الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقيل للذين اتقوا ماذا أنـزل ربكم ؛ "ما"؛ و"ذا"؛ كالشيء الواحد؛ والمعنى: "أي شيء أنزل ربكم؟"؛ قالوا خيرا ؛ على جواب "ماذا"؛ المعنى: أنزل خيرا؛ للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ؛ جائز أن يكون هذا الكلام ذكر ليدل على أن الذي قالوه اكتسبوا به حسنة؛ وجائز أن يكون تفسيرا لقولهم: "خيرا"؛ و"حسنة"؛ بالرفع؛ القراءة؛ ويجوز "للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة"؛ ولا تقرأن بها؛ وجوازها أن معناها أن "أنزل خيرا"؛ جعل للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ؛ أي: جعل لهم مكافأة في الدنيا؛ قبل الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين ؛ المعنى: "ولنعم دار المتقين دار الآخرة" ؛ ولكن المبين لقوله: "دار المتقين"؛ هو قوله: جنات عدن يدخلونها ؛ وهي مرفوعة بإضمار "هي"؛ كأنك لما قلت: "ولنعم دار المتقين"؛ على جواب السائل؛ أي: دار هي هذه الممدوحة؛ فقلت: "جنات عدن يدخلونها"؛ وإن شئت رفعت على الابتداء؛ ويكون المعنى: "جنات عدن نعم دار المتقين".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية