الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: والأنعام خلقها لكم فيها دفء ؛ نصب "الأنعام"؛ على فعل مضمر؛ المعنى: "خلق الأنعام خلقها"؛ مفسر للمضمر؛ و"الدفء": ما يدفئهم من أوبارها؛ وأصوافها؛ وأكثر ما تستعمل "الأنعام"؛ في الإبل خاصة؛ وتكون للإبل؛ والغنم؛ والبقر؛ فأخبر الله - عز وجل - أن في الأنعام ما يدفئنا؛ ولم يقل: "لكم فيها ما يكنكم ويدفئكم من البرد"؛ لأن ما ستر [ ص: 191 ] من الحر؛ ستر من البرد؛ وما ستر من البرد ستر من الحر؛ قال الله - عز وجل - في موضع آخر: سرابيل تقيكم الحر ؛ فعلم أنها تقي البرد أيضا؛ وكذلك إذا قيل: لكم فيها دفء ؛ علم أنها تستر من البرد؛ وتستر من الحر.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ومنافع ؛ أي: ومنافعها: ألبانها؛ وأبوالها؛ وغير ذلك؛ ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ؛ "الإراحة": أن تروح الإبل من مراعيها إلى الموضع الذي تقيم فيه؛ وحين تسرحون ؛ أي: حين تخلونها للرعي؛ وفيما ملكه الإنسان جمال وزينة؛ كما قال - عز وجل -: المال والبنون زينة الحياة الدنيا ؛ والمال ليس يخص الورق؛ والعين؛ دون الأملاك؛ وأكثر مال العرب الإبل؛ كما أن أكثر أموال أهل البصرة النخل؛ إنما يقولون: "مال فلان بموضع كذا وكذا"؛ يعنون النخل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية