الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وأما قوله في الوجه الثاني: أن جهة الفوق متميزة عن جهة التحت في الإشارة. فيقال له: إن كانت الإشارة إلى ما فوقنا من العالم وما تحتنا منه، فلا ريب أن هذا موجود لكن ليس ذلك هو مسمى الحيز والجهة الذي ينازعونك في أن الله فيه؛ فإنهم لم يقولوا إن الله في جوف العالم، وإنما قالوا هو خارج العالم، فإن كانت الإشارة إلى ما فوق العالم وما تحته فلا نسلم أن أحدا يشير إلى ما تحت العالم أصلا، وأما ما فوق العالم فالله هو الذي فوق العالم، فالإشارة إلى ما هناك إشارة إليه سبحانه وتعالى، ولا نسلم أنه يشار إلى شيء موجود فوق العالم غير الله تعالى، فلم تحصل إلى شيء معدوم بحال، ولم يشر أحد إلى جهة عدمية بحال بل المشار إليه ليس هو الجهة التي ينازع فيها المنازعون.

التالي السابق


الخدمات العلمية