الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التنمية الاقتصادية في المنهج الإسلامي

عبد الحق الشكيري

[1] هـل التنمية هـي زيادة الإنتاج؟

هناك العديد من الأبحاث والدراسات في هـذا المجال، تقوم على افتراضات تمثل انحيازا للتجربة الغربية، التي تقترن التنمية فيها بزيادة الإنتاج، صحيح أن زيادة الإنتاج قد تكون مطلبا هـاما، وهدفا مرغوبا فيه في بلادنا، ومن ثم يمكن أن يحدد هـدف التنمية في مرحلة معينة بأنه زيادة الإنتاج، ولكن من الخطأ اعتباره الهدف الوحيد لها؛ لأن هـذا يثير عدة مشاكل على المستوى النظري. فاعتبار الإنتاج جوهر التنمية، يتضمن في الوقت نفسه اعتبار الاستهلاك محور السلوك الإنساني، وهو مفهوم يقوم على افتراض معين عن الإنسان الاستهلاكي، الذي تحدث عنه الفكر الاقتصادي الغربي، وعلى افتراض إمكانية زيادة الإنتاج إلى [ ص: 25 ] ما لا نهاية، وكلا الافتراضين ارتبط بالثورة الصناعية الرأسمالية، وبالتوسع الأوربي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وعلى الرأي الذي طرحه آدم سميث ، في كتابه " ثروة الأمم " ، ومؤداه أن رفاهية الأمم، تقاس بما تنتجه وتستهلكه من سلع وخدمات، والذي ترتب عليه اعتبار أن الدول المتقدمة هـي تلك التي تتمتع بدخول مرتفعة، بغض النظر عن درجة انحطاط وتدهور قيم مواطنيها وأخلاقياتهم، والدول المتخلفة هـي التي تعاني من الدخل المنخفض.

التالي السابق


الخدمات العلمية