الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

روى السدي عن أشياخه ، قال: لما أراد الله -عز وجل- أن ينفخ فيه الروح ، قال للملائكة: فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فنفخ فيه الروح فدخل فيه الروح من رأسه فعطس ، فقالت له الملائكة: قل الحمد لله ، فقال: الحمد لله ، فقال الله: رحمك ربك ، فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام ، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان ، فذلك قوله: خلق الإنسان من عجل . فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس .

وروى الضحاك ، فقال: أتته النفخة من قبل رأسه ، فجعل لا يجري في شيء من جسده إلا صار لحما ودما ، فلما انتهت النفخة إلى سرته فنظر إلى جسده فأعجبه ، فذهب لينهض فلم يقدر ، فلما تمت النفخة عطس ، فقال: الحمد لله ، فقال له ربه: يرحمك ربك .

أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: حدثني أبي ، حدثنا حسين ، وعفان ، قالا: حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- لما صور آدم تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك" .

قال أحمد: وحدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، حدثنا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " خلق الله -عز وجل- آدم على صورته ، طوله ستون ذراعا ، فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النفر - وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال: السلام عليكم ، فقالوا: السلام [ ص: 202 ] عليك ورحمة الله وبركاته ، فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله فلم يزل الخلق ينقص بعد" . هذا حديث متفق عليه ، والذي قبله من أفراد مسلم .

أخبرنا زاهر بن طاهر النيسابوري ، أخبرنا الحاكم أبو سعد محمد بن محمد بن علي ، أخبرنا أبو بكر ، حدثنا يحيى بن إسماعيل ، أخبرنا مكي بن عبدان ، حدثنا أحمد بن الأزهر ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا حماد بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قال: "كان طول آدم ستين ذراعا في سبعة أذرع عرضا" .

وقد روي عن مجاهد : أن نفس آدم كان يؤذي أهل السماء فحط إلى ستين ذراعا . وليس هذا بشيء .

قال أبو الحسن : هذا من كتب السريانيين ليس للإسلاميين فيه أكثر من الرواية عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية