الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الأحداث التي كانت بين نوح وإبراهيم عليهما السلام

فمن الأحداث: اقتسام أولاد نوح الأرض :

وقد ذكرنا أن يالغ بن عامر قسم الأرض ، فنزل بنو سام سرة الأرض ، وهو ما بين ساتيدما إلى البحر ، وما بين اليمن إلى الشام ، وجعل الله سبحانه فيهم النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض ، ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ، وجعل الله فيهم أدمة وبياضا قليلا ورفع عنهم الطاعون . ونزل بنو يافث مجرى الشمال والصبا ، وفيهم الحمرة والشقرة ، وأخلى الله أرضهم فاشتد بردها ، وأخلى سماءهم ، فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية ، لأنهم صاروا تحت "بنات نعش" والجدي والفرقدين ، وابتلوا بالطاعون . ثم لحقت عاد بالشحر ، فعليه هلكوا بواد يقال له "مغيث" . [ ص: 251 ]

ولحقت عبل ، وهو عبل بن عوص بن آدم صنعاء قبل أن تسمى صنعاء ، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبل فنزلوا موضع الجحفة ، فأقبل سيل فاحتجفهم ، فذهب بهم فسميت الحجفة .

ولحقت ثمود بالحجر ، ولحقت طسم وجديس باليمامة ، ولحقت بنو يقطن بن عامر باليمن فسميت اليمن حيث تيامنوا إليها . ولحق قوم من بني كنعان بالشام فسميت الشام حيث تشاموا ، وكانت الشام يقال لها أرض كنعان .

وكانت العماليق في بلدان شتى ، وكان منهم بالمشرق إلى عمان ، وبالبحرين طائفة ، وكان بالشام ومصر ومكة والمدينة والحجاز ونجد منهم طائفة . والطائفة التي كانت منهم بالشام يقال لهم "الكنعانيون" وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها ، وهم الجبابرة المعروفون .

والطائفة التي كانت بمصر يقال لهم "الفراعنة" ، ومنهم فرعون يوسف ، وكان اسمه الريان بن الوليد ، وفرعون موسى وكان اسمه وائل بن مصعب .

وكان بمكة أيضا طائفة منهم ، وكان سيدهم بكر بن معاوية ، وهو الذي نزل عليه وفد عاد حين ذهبوا يستسقون لعاد ، وكان معاوية هذا نازلا بظاهر مكة خارجا من الحرم ، وكان يتخذ منهم ناس يقال لهم: "بديل وراجل" . فكان بالمدينة منهم بنو حف وسعد بن هزان وبنو مطر وبنو الأرزن ، وكان ملك الحجاز منهم الملك الذي يدعى الأرقم ، وكان منزله تيماء ، وكانت منازلهم المدينة إلى تيماء وإلى فدك .

التالي السابق


الخدمات العلمية