الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يزيد بن زياد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل أبا هريرة عن وقت الصلاة فقال أبو هريرة أنا أخبرك صل الظهر إذا كان ظلك مثلك والعصر إذا كان ظلك مثليك والمغرب إذا غربت الشمس والعشاء ما بينك وبين ثلث الليل وصل الصبح بغبش يعني الغلس

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          9 9 - ( مالك ، عن يزيد ) بتحتية أوله وزاي منقوطة ( بن زياد ) بزاي أوله ابن أبي زياد ، وقد ينسب إلى جده مولى بني مخزوم مدني ثقة .

                                                                                                          ( عن عبد الله بن رافع ) المخزومي ( مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ) المدني التابعي ثقة روى له مسلم وأصحاب السنن .

                                                                                                          ( أنه سأل أبا هريرة عن وقت الصلاة ) الواحدة أو الجنس ( فقال أبو هريرة : أنا أخبرك ) قال ابن عبد البر : وقفه رواة الموطأ ، والمواقيت لا تؤخذ بالرأي ولا تدرك إلا بالتوقيف ، يعني فهو موقوف لفظا مرفوع حكما ، قال : وقد روى حديث المواقيت مرفوعا بأتم من هذا ، أخرجه النسائي بإسناد صحيح ، عن أبي هريرة : ( صل الظهر إذا كان ظلك مثلك ) أي : مثل ظلك ؛ يعني : قريبا منه بغير ظل الزوال .

                                                                                                          ( و ) صل ( العصر إذا كان ظلك مثليك ) أي : مثلي ظلك بغير الفيء ، وهذا بظاهره يؤيد القول بالاشتراك .

                                                                                                          ( والمغرب ) بالنصب ( إذا غربت الشمس والعشاء ما بينك ) أي : ما بين وقتك من الغروب ، قيل : ولعل أصله ما بينه وبين ثلث الليل - بضمتين ويسكن الثاني - وهو وقت المختار وإلا فوقتها إلى آخر الليل ، والوتر تابع لها .

                                                                                                          ( وصل الصبح ) أعاد العامل اهتماما أو لطول الفصل بالكلام .

                                                                                                          ( بغبش ) بفتح الغين المعجمة والباء الموحدة وشين معجمة ؛ كذا رواه يحيى وزياد .

                                                                                                          ( يعني الغلس ) باللام وسين مهملة ؛ ولعله تفسير مراد ، وإلا فقد قال الخطابي : الغبش بمعجمتين قبل الغبس - بسين مهملة - وبعده الغلس - باللام - وهي [ ص: 88 ] كلها في آخر الليل ويكون الغبش أول الليل ، وفي رواية يحيى بن بكير والقعنبي وسويد بن سعيد : وصل الصبح بغلس - بفتحتين - وهو ظلمة آخر الليل على ما جزم به الجوهري منشدا عليه :


                                                                                                          كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا



                                                                                                          وتقدم مزيد له .




                                                                                                          الخدمات العلمية