الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
السادس‏ : لا ينبغي أن يصطلح مع نفسه في كتابه بما لا يفهمه غيره ، فيوقع غيره في حيرة ، كفعل من يجمع في كتابه بين روايات مختلفة ، ويرمز إلى رواية كل راو بحرف واحد من اسمه ، أو حرفين ، وما أشبه ذلك‏ ، فإن بين - في أول كتابه ، أو آخره - مراده بتلك العلامات والرموز ، فلا بأس‏ . ‏ ومع ذلك فالأولى أن يتجنب الرمز ، ويكتب عند كل رواية اسم راويها بكماله مختصرا ، ولا يقتصر على العلامة ببعضه ، والله أعلم‏‏‏ . ‏

[ ص: 187 ] السابع‏ : ينبغي أن يجعل بين كل حديثين دارة تفصل بينهما ، وتميز‏ . ‏ وممن بلغنا عنه ذلك من الأئمة أبو الزناد ، وأحمد بن حنبل‏ ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي‏ ، ومحمد بن جرير الطبري‏ رضي الله عنهم . ‏

واستحب الخطيب الحافظ‏ أن تكون الدارات غفلا ، فإذا عارض فكل حديث يفرغ من عرضه ينقط في الدارة التي تليه نقطة ، أو يخط في وسطها خطا‏ . ‏ قال‏ : " وقد كان بعض أهل العلم لا يعتد من سماعه إلا بما كان كذلك ، أو في معناه " ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

الثامن‏ : يكره له في مثل ( ‏عبد الله بن فلان بن فلان ) أن يكتب ( ‏عبد‏ ) في آخر سطر ، والباقي في أول السطر الآخر‏ . ‏

وكذلك يكره في ( ‏عبد الرحمن بن فلان ) ، وفي سائر الأسماء المشتملة على التعبيد لله تعالى أن يكتب ( ‏عبد‏ ) في آخر سطر ، واسم الله مع سائر النسب في أول السطر الآخر‏ . ‏ وهكذا يكره أن يكتب ( ‏قال رسول‏ ) في آخر سطر ، ويكتب في أول السطر الذي يليه ( ‏الله صلى الله تعالى عليه وسلم‏ ) ، وما أشبه ذلك ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية