الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الخامس عشر‏ : إذا قدم ذكر المتن على الإسناد ، أو ذكر المتن ، وبعض الإسناد ، ثم ذكر الإسناد عقيبه على الاتصال‏ ، مثل أن يقول : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا‏ ) ، أو يقول : ( ‏روى عمرو بن دينار ، عن جابر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا‏ ) ، ثم يقول : ( ‏أخبرنا به فلان ، قال‏ : أخبرنا فلان ) ويسوق الإسناد حتى يتصل بما قدمه ، فهذا يلتحق بما إذا قدم الإسناد في كونه يصير به مسندا للحديث لا مرسلا له‏ . ‏

فلو أراد من سمعه منه هكذا أن يقدم الإسناد ويؤخر المتن ، ويلفقه كذلك‏ فقد ورد عن بعض من تقدم من المحدثين أنه جوز ذلك‏ . ‏

قلت‏ : ينبغي أن يكون فيه خلاف نحو الخلاف في تقديم بعض متن الحديث على بعض‏ . ‏ وقد حكى ‏الخطيب‏ ‏‏المنع من ذلك على القول بأن الرواية على المعنى لا تجوز ، والجواز على القول بأن [ ص: 230 ] الرواية على المعنى تجوز ، ولا فرق بينهما في ذلك ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

وأما ما يفعله بعضهم من إعادة ذكر الإسناد في آخر الكتاب ، أو الجزء بعد ذكره أولا ، فهذا لا يرفع الخلاف الذي تقدم ذكره في إفراد كل حديث بذلك الإسناد عند روايتها ، لكونه لا يقع متصلا بكل واحد منها ، ولكنه يفيد تأكيدا ، واحتياطا ، ويتضمن إجازة بالغة من أعلى أنواع الإجازات ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية