الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1697 366 - حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا همام قال: حدثنا عطاء قال: حدثني صفوان بن يعلى بن أمية، يعني عن أبيه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بالجعرانة، وعليه جبة، وعليه أثر الخلوق، أو قال: صفرة، فقال: كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي؟ فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم فستر بثوب، ووددت أني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنزل عليه الوحي، فقال: عمر تعال أيسرك أن تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنزل الله عليه الوحي؟ قلت: نعم، فرفع طرف الثوب فنظرت إليه له غطيط، وأحسبه قال: كغطيط البكر، فلما سري عنه قال: أين السائل عن العمرة، اخلع عنك الجبة، واغسل أثر الخلوق عنك، وأنق الصفرة، واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك"، وهذا الحديث قد مر في أوائل الحج في باب غسل الخلوق، فإنه أخرجه هناك عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى.. إلى آخره، وأخرجه هاهنا عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن همام بن يحيى البصري، عن عطاء بن أبي رباح.. إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: " الخلوق" بفتح الخاء المعجمة، وتخفيف اللام المضمومة وبالقاف، ضرب من الطيب. قوله: " صفرة" بالجر، عطف على المضاف إليه أو المضاف. قوله: " فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم" وهو قوله تعالى: وأتموا الحج والعمرة لله على ما روى الطبراني في الأوسط أن المنزل حينئذ قوله تعالى: وأتموا الحج والعمرة لله وجه الدلالة على ذلك هو أن الله تعالى أمر بالإتمام، وهو يتناول الهيئات والصفات.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أيسرك" بهمزة الاستفهام وضم السين. قوله: " وقد أنزل الله" في موضع الحال. قوله: " له غطيط" بفتح الغين المعجمة، وهو النخير والصوت الذي فيه البحوحة. قوله: " وأحسبه" ؛ أي: وأظنه. قوله: " البكر" بفتح الباء الموحدة، وهو الفتي من الإبل، والبكرة الفتاة، والقلوص بمنزلة الجارية والبعير كالإنسان، والناقة كالمرأة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلما سري" بكسر الراء المشددة والمخففة، أي: كشف وانسرى [ ص: 127 ] أي: انكشف. قوله: " وأنق" أمر من الإنقاء، وهو التطهير، وفي رواية المستملي: " واتق" من الاتقاء بالتاء المثناة المشددة، وهو الحذر، ويروى: " ألق" من الإلقاء، وهو الرمي. قوله: " واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك" ؛ أي: كصنعك في حجك من اجتناب المحرمات، ومن أعمال الحج إلا الوقوف، فلا وقوف فيها ولا رمي، وأركانها أربعة: الإحرام، والطواف، والسعي، والحلق أو التقصير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية