الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5590 حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت الحسن بن مسلم بن يناق يحدث عن صفية بنت شيبة عن عائشة رضي الله عنها أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة تابعه ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن الحسن عن صفية عن عائشة

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثالث حديث عائشة قوله : ( الحسن بن مسلم بن يناق ) بفتح التحتانية وتشديد النون وآخره قاف [ ص: 389 ] كأنه اسم عجمي ، ويحتمل أن يكون اسم فعال من الأنيق وهو الشيء الحسن المعجب فسهلت همزته ياء ، والحسن المذكور تابعي صغير من أهل مكة ثقة عندهم وكان كثير الرواية عن طاوس ومات قبله .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن جارية من الأنصار تزوجت ) تقدم ما يتعلق بتسميتها وتسمية الزوج في كتاب النكاح .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فتمعط ) بالعين والطاء المهملتين أي خرج من أصله ، وأصل المعط المد كأنه مد إلى أن تقطع ، ويطلق أيضا على من سقط شعره .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فأرادوا أن يصلوها ) أي يصلوا شعرها ، وقوله : " فسألوا " تقدم هناك أن السائل أمها ، وهو في حديث أسماء بنت أبي بكر الذي يلي : هذا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تابعه ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن الحسن ) هو ابن مسلم ، وهذه المتابعة رويناها موصولة في " أمالي المحاملي " من رواية الأصبهانيين عنه ، ثم من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق " حدثني أبان بن صالح " فذكره وصرح بالتحديث في جميع السند وأول الحديث عنده " أن امرأة سألت عائشة - وهي عندها - عن وصل المرأة رأسها بالشعر " فذكر الحديث وقال فيه " فتمرق " بالراء والقاف ، وقال فيه " أفأضع على رأسها شيئا " والباقي مثله . وفائدة هذه المتابعة أن يعلم أن الحديث عند صفية بنت شيبة عن عائشة وعن أسماء بنت أبي بكر جميعا ، ولأبان بن صالح في هذا المعنى حديث آخر أخرجه أبو داود من رواية أسامة بن زيد عنه عن مجاهد عن ابن عباس فذكر الحديث المرفوع دون القصة وزاد فيه النامصة والمتنمصة وقال في آخره : والمستوشمة من غير داء وسنده حسن ، ويستفاد منه أن من صنعت الوشم عن غير قصد له بل تداوت مثلا فنشأ عنه الوشم أن لا تدخل في الزجر .

                                                                                                                                                                                                        الحديث الرابع حديث أسماء بنت أبي بكر ذكره من طريقين :




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية