الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5781 حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب أخبرنا ابن علية أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب فقسمها في ناس من أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة فلما جاء قال قد خبأت هذا لك قال أيوب بثوبه وأنه يريه إياه وكان في خلقه شيء رواه حماد بن زيد عن أيوب وقال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        حديث المسور بن مخرمة " قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبية " وفيه قصة أبيه مخرمة وقد تقدم شرحه في كتاب اللباس ; ووقع في هذه الطريق " وكان في خلقه شيء " وقد رمز البخاري بإيراده عقب الحديث الذي قبله بأنه المبهم فيه كما أشرت إلى ذلك قبل ، ووقع في رواية مسروق عن عائشة " مر رجل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : بئس عبد الله وأخو العشيرة ، ثم دخل عليه فرأيته أقبل عليه بوجهه كأن له عنده منزلة ، أخرجه النسائي . وشرح ابن بطال الحديث على أن المذكور كان منافقا ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مأمورا بالحكم بما ظهر ، لا بما يعلمه في نفس الأمر ، وأطال في تقرير ذلك ، ولم يقل أحد في المبهم في حديث عائشة إنه كان منافقا لا مخرمة بن نوفل ولا عيينة بن حصن ، وإنما قيل في مخرمة ما قيل لما كان في خلقه من الشدة فكان لذلك في لسانه بذاءة ، وأما عيينة فكان إسلامه ضعيفا وكان مع ذلك أهوج فكان [ ص: 546 ] مطاعا في قومه كما تقدم ، والله أعلم . وقوله في هذه الرواية : " فلما جاءه قال خبأت هذا لك وفي رواية الكشميهني قد خبأت وقوله : " قال أيوب " هو موصول بالسند المذكور ، وقوله : " بثوبه وأنه يريه إياه " والمعنى أشار أيوب بثوبه ليري الحاضرين كيفية ما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند كلامه مع مخرمة ، ولفظ القول يطلق ويراد به الفعل ، وقوله : " رواه حماد بن زيد عن أيوب " تقدم موصولا في " باب فرض الخمس " وصورته مرسل أيضا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال حاتم بن وردان إلخ ) أراد بهذا التعليق بيان وصل الخبر ، وأن رواية ابن علية وحماد وإن كانت صورتهما الإرسال لكن الحديث في الأصل موصول ، وقد مضى بيان وصل رواية حاتم هذه في الشهادات .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية