الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين

                                                                                                                                                                                                                                      75 - قال يا إبليس ما منعك أن تسجد ؛ ما منعك عن السجود؟ لما خلقت بيدي ؛ [ ص: 165 ] أي: بلا واسطة؛ امتثالا لأمري؛ وإعظاما لخطابي؛ وقد مر أن ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيده؛ فغلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما؛ حتى قيل في عمل القلب: "هو ما عملت يداك"؛ وحتى قيل لمن لا يدين له: "يداك أوكتا وفوك نفخ"؛ وحتى لم يبق فرق بين قولك: "هذا مما عملته"؛ و"هذا مما عملته يداك"؛ ومنه قوله: مما عملت أيدينا ؛ و لما خلقت بيدي أستكبرت ؛ استفهام إنكار؛ أم كنت من العالين ؛ ممن علوت؛ وفقت؛ وقيل: أستكبرت الآن؛ أم لم تزل مذ كنت من المستكبرين؟

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية