الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير

                                                                                                                                                                                                                                      56 - إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ؛ [ ص: 217 ] لا وقف عليه؛ لأن خبر "إن": إن في صدورهم إلا كبر ؛ تعظم؛ وهو إرادة التقدم؛ والرياسة؛ وألا يكون أحد فوقهم؛ فلهذا عادوك؛ ودفعوا آياتك؛ خيفة أن تتقدمهم؛ ويكونوا تحت يدك؛ وأمرك؛ ونهيك؛ لأن النبوة تحتها كل ملك ورياسة؛ أو إرادة أن تكون لهم النبوة دونك؛ حسدا؛ وبغيا؛ ويدل عليه قوله: لو كان خيرا ما سبقونا إليه ؛ أو إرادة دفع الآيات بالجدال؛ ما هم ببالغيه ؛ ببالغي موجب الكبر؛ ومقتضيه؛ وهو متعلق إرادتهم من الرياسة؛ أو النبوة؛ أو دفع الآيات؛ فاستعذ بالله ؛ التجئ إليه من كيد من يحسدك؛ ويبغي عليك؛ إنه هو السميع ؛ لما تقول؛ ويقولون؛ البصير ؛ بما تعمل؛ ويعملون؛ فهو ناصرك عليهم؛ وعاصمك من شرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية