الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      وعد الله حقا : مصدر دل عليه إليه مرجعكم ، وانتصاب قوله: {حقا} على تقدير: حق ذلك حقا.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح الهمزة في إنه يبدأ الخلق ؛ فالمعنى: وعد الله حقا لأنه، ويجوز أن يكون نصبها بالفعل الناصب لـ {وعد} ؛ التقدير: وعد الله وعدا حقا أنه يبدأ الخلق ثم يعيده.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: موضعها رفع بـ(حق) ؛ كأنه قال: حقا ابتداؤه، ومن كسرها؛ فعلى الاستئناف.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {ضئاء} ؛ بالهمز؛ فهو مقلوب، قدمت الهمزة التي بعد الألف، فصارت قبل الألف، فصار (ضئايا) ، ثم قلبت الياء همزة؛ لوقوعها بعد ألف زائدة، وكذلك إن قدرت أن الياء حين تأخرت رجعت إلى الواو التي انقلبت عنها؛ فإنها تقلب همزة أيضا؛ فوزنه (فلاع) ، مقلوب من (فعال) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 334 ] وقدره منازل أي: ذا منازل.

                                                                                                                                                                                                                                      والتشديد والنصب في أن الحمد لله رب العالمين : بين، ومن خفف ورفع؛ فهي (أن) الشديدة خففت، وأجاز المبرد تخفيفها وإعمالها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: استعجالهم بالخير : قال الأخفش، والفراء: التقدير: ولو يعجل الله للناس الشر مثل استعجالهم بالخير.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: التقدير: تعجيلا مثل استعجالهم؛ فحذف الموصوف، ثم حذفت الصفة، وأقيم المضاف إليه مقامها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أو قاعدا أو قائما : معطوفان على موضع {لجنبه} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كأن لم يدعنا إلى ضر مسه : قال الأخفش: هي (أن) الشديدة خففت؛ والمعنى: كأنه لم يدعنا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لننظر كيف تعملون : من روى إدغام النون في الظاء؛ فمعناه الإخفاء، شبه بالإدغام؛ لقربه منه، وهو متميز منه في التلاوة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 335 ] ومن قرأ: {ولأ أدراكم به} ؛ فالمعنى: لو شاء الله لأعلمكم به [من غير أن أتلوه عليكم، ومن قرأ: {ولآ أدراكم به} ؛ فالمعنى: لو شاء ما أعلمكم به].

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {أدرأتكم} ؛ فوجهه: أن أصل الهمزة ياء؛ فأصله: (أدريتكم) ، فقلبت الياء ألفا وإن كانت ساكنة؛ كما قال: (ياءس) في (ييئس) ، و (طائي) في (طيئ) ، ثم قلبت الألف همزة، على لغة من قال في (العالم) : (العألم) ، وفي (الخاتم) : (الخأتم) ، وقد تقدم ذكر ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا : قوله: إذا لهم مكر في آياتنا : جواب {إذا} الأولى، وفي {إذا} معنى الشرط، إلا أنها لا تعمل.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في: {يسيركم} ، و {ينشركم} ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {في الفلكي} ؛ فهو إشباع لكسرة الكاف؛ فتولدت عنها الياء، وقد تقدم القول في نظائره، ومن روى أن الياء شديدة؛ فإنه ألحقت [ ص: 336 ] فيه ياء النسب؛ كما ألحقوها في نحو: (أحمري) ، و (أشعري) ؛ كما قال العجاج: [من الرجز].


                                                                                                                                                                                                                                      والدهر بالإنسان دواري

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {متاع الحياة الدنيا} : من نصب؛ فعلى المصدر؛ أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا، ويجوز أن يكون مفعولا له، ويكون على أنفسكم متعلقا بـ {بغيكم} ، و {بغيكم} مرفوع بالابتداء، والخبر محذوف؛ والتقدير: إنما بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الحياة الدنيا مذموم، وإذا قدرت انتصاب {متاع} على أنه مصدر والفعل مضمر؛ جاز أن يكون على أنفسكم خبرا عن {بغيكم} ، ولا يجوز ذلك وهو مفعول له؛ لأن متاع الحياة الدنيا داخل في الصلة؛ فيفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ بالرفع؛ جاز أن يكون {متاع} خبرا عن {بغيكم} ، وجاز أن يكون خبر مبتدأ محذوف؛ التقدير: هو متاع الحياة الدنيا؛ فإن جعلته خبرا [عن {بغيكم} ؛ كان قوله: على أنفسكم متعلقا بـ(البغي) ، ولا ضمير في قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 337 ] على أنفسكم ؛ لأنه ليس بخبر الابتداء، فهو ظرف ملغى، وإن جعلت {متاع الحياة الدنيا}] خبر ابتداء محذوف؛ كان على أنفسكم خبرا عن (البغي) ، وكان فيه ضمير عائد على المبتدأ؛ والتقدير: إنما بغيكم مستقر على أنفسكم؛ وهو متاع الحياة الدنيا، فـ (على) متعلقة بالاستقرار.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {وأزينت} ؛ فالمعنى: صارت إلى الزينة بالنبت؛ كما تقول: (أحصد الزرع) ؛ إذا صار إلى الحصاد.

                                                                                                                                                                                                                                      و {ازينت} ، و {ازيانت} ظاهران؛ مثل: (احمر) ، و (احمار) ، ومن روى: {وازيأنت} ؛ فأصلها: (ازيانت) ؛ فقلبت الألف همزة، وقد تقدم القول في مثله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقراءة الجماعة: {وازينت} أصلها: (تزينت) ؛ كالقراءة المروية عن ابن مسعود، وأبي.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية