الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      849 حدثنا بشر بن عمار حدثنا أسباط عن مطرف عن عامر قال لا يقول القوم خلف الإمام سمع الله لمن حمده ولكن يقولون ربنا لك الحمد [ ص: 65 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 65 ] ( عن عامر ) هو ابن شراحيل الحميري الشعبي أبو عمر والكوفي الإمام العلم ، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر ، روى عنه وعن علي وابن مسعود ولم يسمع منهم ، وعن أبي هريرة وعائشة وجرير وابن عباس وخلق قال أدركت خمسمائة من الصحابة ، وعنه ابن سيرين والأعمش وشعبة وجابر الجعفي وخلق . قال أبو مجلز ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي . وقال العجلي مرسل الشعبي صحيح . وقال ابن عيينة كانت الناس تقول ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه ( لا يقول القوم خلف الإمام سمع الله لمن حمده ) إلخ : قال الخطابي : اختلف الناس فيما يقوله المأموم إذا رفع رأسه من الركوع ، فقالت طائفة يقتصر على " ربنا لك الحمد " وهو الذي جاء به الحديث لا يزيد عليه ، هذا قول الشعبي ، وإليه ذهب مالك وأحمد ، وقال أحمد إلى هذا انتهى أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت طائفة يقول سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد يجمع بينهما وهو قول ابن سيرين وعطاء ، وإليه ذهب الشافعي وهو مذهب أبي يوسف ومحمد .

                                                                      قلت : وهذه الزيادة وإن لم تكن مذكورة في الحديث أيضا فإنها مأمور بها الإمام وقد جاء إنما جعل الإمام ليؤتم به فكان هذا في جميع أقواله وأفعاله والإمام يجمع بينهما وكذلك المأموم ، وإنما كان القصد بما جاء في الحديث مداركة الدعاء والمقاربة بين القولين ليستوجب به دعاء الإمام وهو قول سمع الله لمن حمده ليس بيان كيفية الدعاء والأمر بالاستيفاء وجميع ما يقال في ذلك المقام إذ قد وقعت الغنية بالبيان المتقدم فيه انتهى .




                                                                      الخدمات العلمية