الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 174 ] المسألة الثانية قوله تعالى : { يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين } : فيه خمسة أقوال : الأول : يخربون بأيديهم بنقض الموادعة ، وبأيدي المؤمنين بالمقاتلة ; قاله الزهري .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : بأيديهم في تركهم لها ، وبأيدي المؤمنين في إجلائهم عنها ; قاله أبو عمرو بن العلاء .

                                                                                                                                                                                                              الثالث بأيديهم داخلها ، وأيدي المؤمنين خارجها ; قاله عكرمة .

                                                                                                                                                                                                              الرابع كان المسلمون إذا هدموا بيتا من خارج الحصن هدموا بيوتهم يرمونهم منها .

                                                                                                                                                                                                              الخامس كانوا يحملون ما يعجبهم فذلك خراب أيديهم .

                                                                                                                                                                                                              وتحقيق هذه الأقوال : أن التناول للإفساد إذا كان باليد كان حقيقة ، وإن كان بنقض العهد كان مجازا ، إلا أن قول الزهري في المجاز أمثل من قول أبي عمرو بن العلاء .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة زعم قوم أن من قرأها بالتشديد أراد هدمها ، ومن قرأها بالتخفيف أراد جلاءهم عنها ; وهذه دعوى لا يعضدها لغة ولا حقيقة ، والتضعيف بديل الهمزة في الأفعال .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية