الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( ولا يضمن الغاصب منافع ما غصبه إلا أن ينقص باستعماله ، فيغرم النقصان ) وقال الشافعي رحمه الله : يضمنها فيجب أجر المثل ولا فرق في المذهبين بين ما إذا عطلها أو سكنها .

                                                                                                        وقال مالك رحمه الله : إن سكنها يجب أجر المثل وإن عطلها لا شيء عليه ، له أن المنافع أموال متقومة حتى تضمن بالعقود فكذا بالغصوب . ولنا أنها [ ص: 414 ] حصلت على ملك الغاصب لحدوثها في إمكانه ، إذ هي لم تكن حادثة في يد المالك ; لأنها أعراض لا تبقى فيملكها دفعا لحاجته ، والإنسان لا يضمن ملكه كيف وأنه لا يتحقق غصبها وإتلافها ; لأنه لا بقاء لها ; ولأنها لا تماثل الأعيان لسرعة فنائها وبقاء الأعيان ، وقد عرفت هذه المآخذ في المختلف ولا نسلم أنها متقومة في ذاتها بل تقوم ضرورة عند ورود العقد ولم يوجد العقد إلا أن ما انتقص باستعماله مضمون عليه لاستهلاكه بعض أجزاء العين .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية