الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12597 ( أخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني عبد الله بن عثمان ( ح وأنبأ ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل التاجر وأبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي قالا : ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو ، أنبأ عبد الله بن عثمان بن جبلة ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا يونس بن يزيد ، عن الزهري ، أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي أخبره أن عليا - رضي الله عنه - قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر ، وكان رسول الله - صلى الله [ ص: 342 ] عليه وسلم - أعطاني شارفا من الخمس يومئذ ، فلما أردت أن أبني بفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع ، أن يرتحل معي ، فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين ، فأستعين به في وليمة عرسي ، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبائل ، وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار ، فرجعت حين جمعت ما جمعت ، فإذا شارفاي قد اجتبت أسنمتهما ، وبقرت خواصرهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما ، فقلت : من فعل هذا ؟ فقالوا : فعله حمزة بن عبد المطلب ، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار ، غنته قينة وأصحابه ، فقالت في غنائها : ألا يا حمز للشرف النواء وهن معقلات بالفناء ( فقام حمزة ) إلى السيف فاجتب أسنمتهما ، وبقر خواصرهما ، وأخذ من أكبادهما ، قال : قال علي : فانطلقت ، حتى أدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة - فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهي الذي لقيت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ماذا ؟ قلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم قط ، عدا حمزة على ناقتي ، واجتب أسنمتهما ، وبقر خواصرهما ، وها هو ذا معه شرب ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بردائه ، فارتدى ، ثم انطلق يمشي ، واتبعته أنا وزيد بن حارثة ، حتى جاء البيت الذي فيه حمزة ، فاستأذن ، فأذنوا له ، فإذا هم شرب ، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل ، وإذا حمزة ثمل محمرة عيناه ، فنظر حمزة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صعد النظر ، فنظر إلى ركبته ، ثم صعد النظر ، فنظر إلى سرته ، ثم صعد النظر ، فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة : وهل أنتم إلا عبيد لأبي ؟ فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل ، فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عقبيه القهقرى ، فخرج وخرجنا معه . رواه البخاري في الصحيح عن عبدان .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية