الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13967 6036 - (14376) - (3 \ 314) عن جابر بن عبد الله ، قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فلما دنونا من المدينة ، قال : قلت : يا رسول الله ! إني حديث عهد

[ ص: 38 ] بعرس ، فائذن لي في أن أتعجل إلى أهلي ، قال : "أفتزوجت ؟ " ، قال : قلت : نعم ، قال : "بكرا أم ثيبا ؟ " ، قال : قلت : ثيبا ، قال : " فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك ؟ " ، قال : قلت : إن عبد الله هلك وترك علي جواري ، فكرهت أن أضم إليهن مثلهن ، فقال : "لا تأت أهلك طروقا " .

قال : وكنت على جمل ، فاعتل ، قال : فلحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في آخر الناس ، قال : فقال : "ما لك يا جابر ؟ " ، قال : قلت : اعتل بعيري . قال : فأخذ بذنبه ، ثم زجره ، قال : فما زلت إنما أنا في أول الناس يهمني رأسه ، فلما دنونا من المدينة ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما فعل الجمل ؟ " ، قلت : هو ذا ، قال : "فبعنيه " ، قلت : لا ، بل هو لك ، قال : "بعنيه " ، قال : قلت : هو لك ، قال : "لا ، قد أخذته بأوقية ، اركبه ، فإذا قدمت ، فائتنا به " . قال : فلما قدمت المدينة ، جئت به ، فقال : "يا بلال ! زد له وقية ، وزده قيراطا " ، قال : قلت : هذا قيراط زادنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يفارقني أبدا حتى أموت . قال : فجعلته في كيس ، فلم يزل عندي حتى جاء أهل الشام يوم الحرة ، فأخذوه فيما أخذوا .


التالي السابق


* قوله : "وترك علي جواري " : أي : بنات صغارا .

* "طروقا " : - بضمتين - أي : ليلا .

* "يهمني رأسه " : أي : تقدم رأسه عن جمال القوم ، وأنا أكره ذلك

* * *




الخدمات العلمية