الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14058 6092 - (14467) - (3 \ 323 - 324) عن أبي الزبير ، حدثنا جابر ، قال : اقتتل غلامان : غلام من المهاجرين ، وغلام من الأنصار ، فقال المهاجري : يا للمهاجرين ! وقال الأنصاري : يا للأنصار ! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "أدعوى الجاهلية ؟ ! " ، فقالوا : لا والله ! إلا أن غلامين كسع أحدهما الآخر ، فقال : "لا بأس ، لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما ، فإن كان ظالما فلينهه ; فإنه له نصرة ، وإن كان مظلوما فلينصره " .

التالي السابق


* قوله : "يا للمهاجرين " : - بفتح اللام - على أنها لام الاستغاثة : يستغيث

[ ص: 73 ] ويستنصر بهم على ما كان عليه عادة أهل الجاهلية في الاستنصار بالقبائل .

* "كسع " : في "القاموس " : كسعه ; كمنعه : ضرب دبره بيده ، أو بصدر قدمه .

* "فإنه له نصرة " : أي : فإن النهي للظالم نصرة ; أي : نصرة له على الشيطان الذي يريد إهلاكه ، فبين أن النصرة لكونه من قبيلته ; كما عليه أهل الجاهلية ، باطل ، فلا وجه لاستدعاء كل أحد قبيلته ، وأما نصرة الحق ، فمطلوب لازم على كل مؤمن ، سواء كان من قبيلته ، أو لا ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية