الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14063 6094 - (14472) - (3 \ 324) قال عطاء بن أبي رباح : سمعت جابر بن عبد الله وهو بمكة ، وهو يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح : "إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام " ، فقيل له عند ذلك : يا رسول الله ! أرأيت شحوم الميتة ; فإنه يدهن بها السفن ، ويدهن بها الجلود ، ويستصبح بها الناس ؟ قال : "لا ، هو حرام " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : " قاتل الله اليهود ، إن الله لما حرم عليها الشحوم ، جملوها ، ثم باعوها وأكلوا أثمانها " .

[ ص: 74 ]

التالي السابق


[ ص: 74 ] * قوله : "حرم " : أي : كل واحد ، ولما كان التحريم واحدا ، وحد الضمير ، أو الضمير لله ، وذكر الرسول ; لكونه مبلغا ، أو للرسول ، وذكر الله تشريفا للرسول ، وبيان تحريم الرسول تحريم الله وبأمره .

* "ويستصبح " : أي : بنوره الناس به مصابيحهم .

* "هو حرام " : أي : بيع الشحوم ، وإن كان الناس ينتفعون بها .

* "قاتل الله " : أي : لعنهم ، أو قتلهم ، وصيغة المفاعلة للمبالغة .

* "جملوها " : أذابوها ، واستخرجوا دهنها .

قال الخطابي : أذابوها حتى تصير ودكا ، فيزول عنها اسم الشحم ، وفي هذا إبطال كل حيلة يتوصل بها إلى محرم ، وأنه لا يتغير حكمه بتغير هيئته وتبديل اسمه .

* * *




الخدمات العلمية