الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو باعهما جميعا صفقة واحدة كان البيع فاسدا ; لأنه باع حرا وعبدا صفقة واحدة ولم يبين حصة كل واحد منهما من الثمن ، وكذا لو كانوا عشرة فباعهم صفقة واحدة ، ويفسخ البيع في الكل ، ولو باعهم على الانفراد جاز البيع في التسعة ويتعين العاشر للعتق .

                                                                                                                                كذا ذكر الكرخي ; لأن بيع كل واحد منهم اختيار إياه للرق ويتعين الباقي للعتق دلالة أو يتعين ضرورة عدم المزاحم ، كما لو وطئ عشرة نفر لكل واحد منهم جارية فأعتق واحد منهم جاريته ولا يعرف المعتق فلكل واحد منهم أن يطأ جاريته وأن يتصرف فيها تصرف الملاك ; لأن الجهالة تمكنت في الجانبين جميعا المعتق والمعتق فوقع الشك في الطرفين ، فلا يزال اليقين بالشك ، بخلاف ما إذا كانت الجواري لواحد فأعتق واحدة منهن ثم نسيها ، أنه يمنع من وطء الكل ; لأن الجهالة هناك لم تقع إلا في أحد الجانبين فلم يقع الشك إلا في أحد الجانبين ، إذ المعتق على يقين من حرية إحداهن وكل واحدة تحتمل أن تكون هي الحرة فيمنع من وطئهن ، ولو دخل الكل في ملك أحدهم ، صار كأن الكل كن في ملكه فأعتق واحدة منهن ثم جهلها .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية