الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8733 ) فصل : وليس للمكاتب أن يزوج عبيده وإماءه ، بغير إذن سيده . وهذا قول الشافعي ، وابن المنذر . وذكر عن مالك أن له ذلك ، إذا كان على وجه النظر ; لأنه عقد على منفعة ، فملكه ، كالإجارة . وهو الذي قاله أبو الخطاب ، في " رءوس المسائل " . وحكي عن القاضي ، أنه قال في " الخصال " : له تزويج الأمة دون العبد . وهو قول أبي حنيفة ; لأنه يأخذ عوضا عن تزويجها ، بخلاف العبد ، ولأنه عقد ذمة على منافعها ، فأشبه إجارتها .

                                                                                                                                            ولنا ، أن على السيد فيه ضررا ; لأنه إن زوج العبد ، لزمته نفقة امرأته ومهرها ، وشغله بحقوق النكاح ، ونقص قيمته ، وإن زوج الأمة ، ملك الزوج بضعها ، ونقصت قيمتها ، وقلت الرغبات فيها ، وربما امتنع بيعها بالكلية ، وليس ذلك من جهات المكاتب ، فربما عجزه ذلك عن أداء نجومه ، وإن عجز ، عاد رقيقا للسيد ، مع ما تعلق بهم من الحقوق ، ولحقهم من النقص ، فلم يجز ذلك له ، كإعتاقهم ، وفارق إجارة الدار ، فإنها من جهات المكاسب عادة . فعلى هذا ، إن وجب تزويجهم ، لطلبهم ذلك ، وحاجتهم إليه ، باعهم ; فإن العبد متى طلب التزويج ، خير سيده بين بيعه وتزويجه .

                                                                                                                                            وإن أذن له السيد في ذلك ، جاز ; لأن الحق له ، والمنع من أجله ، فجاز بإذنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية