الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            18496 وعن أبي كعب صاحب الحرير قال : سألت النضر بن أنس فقلت : حدثني بحديث ينفعني الله - عز وجل - به ، فقال : نعم . أحدثك بحديث كتب إلينا به من المدينة ، فقال أنس : احفظوا هذا فإنه من كنز الحديث . قال : غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسار ذلك اليوم إلى الليل ، فلما كان الليل نزل وعسكر الناس حوله ، ونام هو وأبو طلحة زوج أم سليم ، وفلان وفلان أربعة ، فتوسد النبي - صلى الله عليه وسلم - يد راحلته ثم نام ، ونام الأربعة إلى جنبه ، فلما ذهب عتمة من الليل رفعوا رءوسهم فلم يجدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند راحلته ، فذهبوا يلتمسون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقوه مقبلا ، فقالوا : جعلنا الله فداك ! أين كنت ، فإنا قد فزعنا لك إذ لم نرك ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كنت نائما حيث رأيتم ، فسمعت في نومي دويا كدوي الرحا - أو هزيز الرحا - ففزعت في منامي ، فوثبت فمضيت فاستقبلني جبريل - عليه السلام - فقال : يا محمد ، إن الله بعثني إليك الساعة لأخيرك : إما أن يدخل نصف أمتك الجنة ، وإما الشفاعة يوم القيامة ، فاخترت الشفاعة لأمتي " . فقال النفر الأربعة : يا رسول الله ، اجعلنا ممن تشفع لهم ، فقال : " وجبت لكم " . ثم أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - والنفر الأربعة حتى استقبله عشرة ، فقالوا : أين نبينا نبي الرحمة ؟ قال : فحدثهم بالذي حدث القوم ، فقالوا : - جعلنا الله فداءك - اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة ، فقال : " وجبت لكم " . فجاءوا جميعا إلى عظم الناس ، فنادوا في الناس : هذا نبينا نبي الرحمة ، فحدثهم بالذي حدث القوم ، فنادوا بأجمعهم : - جعلنا الله فداءك - جعلنا الله ممن تشفع لهم ، فنادى ثلاثا : " إني أشهد الله ، وأشهد من سمع : أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك بالله - عز وجل - شيئا " . رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه علي بن قرة بن حبيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية