الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            44 - 10 - باب في أدنى أهل الجنة منزلة ، وآخر من يدخلونها .

                                                                                            18665 - عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " آخر رجلين يخرجان من النار يقول الله لأحدهما : يا ابن آدم ، ما أعددت لهذا اليوم ؟ هل عملت خيرا قط ؟ هل رجوتني ؟ فيقول : لا يا رب ، فيؤمر به إلى النار ، وهو أشد حسرة .

                                                                                            ويقول للآخر : يا ابن آدم ، ما أعددت لهذا اليوم ؟ هل عملت خيرا قط ؟ هل رجوتني ؟ فيقول : لا يا رب ، إلا أني كنت أرجوك " . قال : " فترفع له شجرة فيقول : يا رب ، أقرني تحت هذه الشجرة فأستظل بظلها ، وآكل من ثمارها ، وأشرب من مائها ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها ، فيقره تحتها ، ثم يرفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، وأغدق ماء ، فيقول : يا رب ، أقرني تحتها لا أسألك غيرها فأستظل بظلها [ وآكل من ثمرها ] ، وأشرب من مائها ، فيقول : يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟[ فيقول : أي رب هذه لا أسألك غيرها ] فيقره تحتها ،[ ويعاهده أن لا يسأله غيرها ] ثم يرفع له شجرة عند باب الجنة ، هي أحسن من الأوليين ، وأغدق ماء ، فيقول : يا رب ، هذه [ لا أسألك غيرها ف ] أقرني تحتها [ فأستظل بظلها وآكل من ثمرها ، وأشرب من مائها ، فيقول : ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ، فيقول : أي رب هذه لا أسألك غيرها ] ، فيدنيه تحتها ويعاهده ألا يسأله غيرها . فيسمع أصوات أهل الجنة ، فلا يتمالك فيقول : أي رب ، أدخلني الجنة ، فيقول الله - عز وجل - : سل وتمن ، فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا ، ويلقنه الله ما لا علم له به ، فيسأل ويتمنى ، فإذا فرغ قال : [ ابن آدم ] لك ما سألت " .

                                                                                            قال أبو سعيد : " ومثله معه " . وقال أبو هريرة : " وعشرة أمثاله معه " . فقال أحدهما لصاحبه : حدث بما سمعت ، وأحدث بما سمعت
                                                                                            . رواه أحمد ، والبزار بنحوه ، إلا أنه قال : عن أبي سعيد : " وعشرة أمثاله " . وعن أبي هريرة مثله . ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد ، وقد وثق على ضعف فيه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية