الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : حقيقة الاستواء : الاستمرار في جهة واحدة ، ومثله الاستقامة ، وضده الاعوجاج ، وذلك يتصرف إلى أربعة أوجه :

                                                                                                                                                                                                              الأول : الاستواء في المقدار ، ولا يتساوى الخبيث والطيب مقدارا في الدنيا ; لأن الخبيث أوزن دنيا والطيب أوزن أخرى .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : الاستواء في المكان ، ولا يستويان أيضا فيه ; لأن الخبيث في النار والطيب في الجنة .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : الاستواء في الذهاب ، ولا يتساويان أيضا فيه ; لأن الخبيث يأخذ جهة الشمال والطيب يأخذ في جهة اليمين .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : الاستواء في الإنفاق ، ولا يستويان أيضا فيه ; لأن منفق الخبيث يعود عليه الخسران في الدارين ، ومنفق الطيب يربح في الدارين . أما خسران الأول فنقص ماله [ ص: 213 ] في الدنيا ، ونقص ماله في الآخرة ; وربح منفق الطيب في الدنيا حسن النية وصدق الرجاء في العوض ، وربحه في الآخرة ثقل الميزان .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية