الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : غير محلي الصيد وأنتم حرم قال أبو بكر : فمن الناس من يحمله على معنى : إلا ما يتلى عليكم من أكل الصيد وأنتم حرم ؛ فيكون المستثنى بقوله : إلا ما يتلى عليكم هو الصيد الذي حرمه على المحرمين . وهذا تأويل يؤدي إلى إسقاط حكم الاستثناء الثاني ، وهو قوله : غير محلي الصيد وأنتم حرم ويجعله بمنزلة قوله : إلا ما يتلى عليكم ، وهو تحريم الصيد على المحرم ؛ وذلك تعسف في التأويل . ويوجب ذلك أيضا أن يكون الاستثناء من إباحة بهيمة الأنعام مقصورا على الصيد ، وقد علمنا أن الميتة من بهيمة الأنعام مستثناة من الإباحة ؛ فهذا تأويل لا وجه له . ثم لا يخلو من أن يكون قوله : غير محلي الصيد وأنتم حرم مستثنى مما يليه من الاستثناء ، فيصير بمنزلة قوله : إلا ما يتلى عليكم إلا محلي الصيد وأنتم حرم ؛ ولو كان كذلك لوجب أن يكون موجبا لإباحة الصيد في الإحرام ؛ لأنه استثناء من [ ص: 291 ] المحظور ؛ إذ كان مثل قوله : إلا ما يتلى عليكم سوى الصيد مما قد بين وسيبين تحريمه في الثاني ، أو أن يكون معناه : أوفوا بالعقود غير محلي الصيد وأحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية