الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فأما (كلا); فذهب سيبويه فيها إلى أنه اسم مفرد بمنزلة (معى)، موضوع للتثنية، وألفها مختلف فيها; قال قوم: هي منقلبة عن ياء، فالإمالة فيها على هذا القول ظاهرة، وذهب قوم إلى أنها منقلبة عن واو، فإمالتها على هذا من أجل الكسرة; كـ (الكبا)، وقد بسطت القول فيها في “الكبير”.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما الوقف على كلتا [الكهف: 33]; فتجوز الإمالة فيه في قول من جعل تاءها مبدلة من واو، وألفها للتأنيث، ومن ذهب إلى أن التاء للتأنيث، والألف للتثنية; فالوقف على قوله بالفتح.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 266 ] وألف إناه [الأحزاب: 53] منقلبة عن ياء; لأنهم قالوا في مصدره: (أني زيد).

                                                                                                                                                                                                                                      و طغى [طه: 24]: فيها لغتان: (طغوت)، و (طغيت)، وقد رويت إمالته عن حمزة والكسائي.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما على [البقرة: 5]، و إلى [البقرة: 14]، و لدا [يوسف: 25]; فلا خلاف في فتحها، فـ على و إلى حرفان، لا أصل لهما في الإمالة، و لدا : ظرف غير متمكن بمعنى: (عند)، ألفه مجهولة، وكتبن بالياء; لانقلاب ألفاتهن مع المضمر ياء، وقيل: لشبههن مع المضمر التثنية في نحو: (غلاميك)، وقيل: لشبههن (قضيت) و (رميت) في انقلاب الألف ياء في المضمر، ولم يملن كما أميل الذي شبهن به; لأن المشبه بالشيء لا يكون مثله في كل أحكامه; إذ لا يقوى قوته.

                                                                                                                                                                                                                                      و حتى [البقرة: 55] حرف، وألفها مجهولة، وكتبت بالياء; لأن ألفها رابعة، وقيل: كتبت بالياء; ليفرق بين دخولها على [الظاهر، ودخولها على] المضمر، [ ص: 267 ] وكان المضمر أولى بالألف; لأن الإضمار يرد الأشياء إلى أصولها.

                                                                                                                                                                                                                                      وإمالة الألف من (خطايا) دلالة على الياء، وقد ذكرت اعتلالها في “الكبير”.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما إمالة الراء من تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في الوصل; فهي دلالة على الألف الساقطة الممالة، حسب ما تقدم في رأى القمر [الأنعام: 77].

                                                                                                                                                                                                                                      فهذه جملة مختصرة من القول في علل إمالة الألفات، وبالله التوفيق.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما هاء التأنيث; فجازت الإمالة فيها; لشبهها بألف التأنيث من حيث اتفقتا في علامة التأنيث، وقرب المخرج، والخفاء، والضعف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية