الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      سبح اسم ربك الأعلى أي: سبح ربك; أي: نزهه عن السوء، وقيل: المعنى: نزهه أن تسمي باسمه غيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم معنى فسوى .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قدر فهدى : قال الفراء: قدر خلقه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {فهدى}: قيل: معناه: هدى وأضل، فحذف; لعلم السامع، وقيل: هدى إلى الخير، وإلى الشر، وهدى البهائم للمراعي، وقيل: هدى الذكر من [ ص: 80 ] البهائم لإتيان الأنثى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فجعله غثاء أحوى : (الغثاء): ما يقذف به السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: (الغثاء) الشيء اليابس، ويقال للبقل إذا يبس وتحطم: (غثاء)، و (هشيم).

                                                                                                                                                                                                                                      و (الأحوى): الأسود، ويجوز أن يكون {أحوى} حالا لـ المرعى ، ويكون المعنى: كأنه من خضرته يضرب إلى السواد; والتقدير: أخرج المرعى أحوى، فجعله غثاء، ويجوز أن يكون أحوى صفة لـ {غثاء}; والمعنى: أنه صار كذلك بعد خضرته.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله أي: لست تترك إلا ما شاء الله أن تتركه بأن ينسخه; أي: ينسخ رسمه وحكمه، أو رسمه دون حكمه، أو حكمه دون رسمه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو من النسيان; والمعنى: إلا ما شاء الله أن ينسيك إياه مما يرفع حكمه ورسمه، روي معناه عن الحسن، وقتادة، (لا) للنفي، لا للنهي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: فجعله غثاء أحوى إلا ما شاء الله أن يناله بنو آدم والبهائم، فإنه لا يصير كذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ونيسرك لليسرى أي: للطريقة اليسرى; وهي عمل الخير.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 81 ] وقوله: فذكر إن نفعت الذكرى : قيل: المعنى: إن نفعت الذكرى، أو لم تنفع، فحذف، وقيل: إنه مخصوص في قوم بأعيانهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ويتجنبها الأشقى أي: يتجنب الذكرى الأشقى.

                                                                                                                                                                                                                                      الذي يصلى النار الكبرى يعني: نار جهنم، عن الحسن، قال: و (الصغرى): نار الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: {الكبرى}: الطبقة السفلى في جهنم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن هذا لفي الصحف الأولى يعني: إن هذا الذكر الذي في هذه السورة، وقيل: المعنى: إن قوله: بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى لفي الصحف الأولى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية