الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            12335 وعن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم قال : دخلوا قرية ، فخرج عبد الله بن خباب ذعرا يجر رداءه ، فقالوا : لم ترع ؟ فقال : والله لقد رعتموني . قالوا : أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم . قال : فهل سمعت من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحدثناه ؟ قال : نعم ، سمعته يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي " . قال : " فإن أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول - أحسبه قال - ولا تكن عبد الله القاتل " . قالوا : أنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم . [ ص: 303 ] قال : فقدموه على ضفة النهر ، فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل امدقر ، وبقروا أم ولده عما في بطنها . وفي رواية : ما ابذقر - يعني لم يتفرق - قال : " ولا تكن عبد الله القاتل " من غير شك .

                                                                                            رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ، وأوله : لما تفرقت الناس صحبت قوما لم أصحب قوما أحب إلي منهم ، فسرنا على شط نهر ، فرفع لنا مسجد فإذا فيه رجل ، فلما نظر إلى نواصي الخيل خرج فزعا يجر ثوبه ، فقال له أميرنا : لم ترع ؟ وقال في آخره : فلم أصحب قوما أبغض إلي منهم حتى وجدت خلوة فانفلت .

                                                                                            ولم أعرف الرجل الذي من عبد القيس ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية