الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
196 - حدثنا علي بن سعيد الرازي ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا مفضل بن عبد الله ، (ح) وحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جندل بن والق التغلبي ، ثنا عمرو بن شمر ، كلاهما عن جابر بن يزيد عن عبد الرحمن بن الحارث المرادي ، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : " خرج ثلاثة نفر يمشون ، فبينما هم يعبدون الله ، عز وجل ، فأووا إلى كهف فخرت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الغار ، فقال بعضهم لبعض : يا عباد الله ، والله لا ينجيكم مما وقعتم فيه إلا أن تصدقوا الله ، عز وجل ، فهاتوا ما عملتم خالصا ، فإنما ابتليتم بالذنوب ، فقال [ ص: 873 ] أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أني طلبت حبيبة لحسنها وجمالها ، وأعطيت فيها مالا ضخما حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة ، ذكرت النار فقمت عنها فرقا منك ، اللهم ارفع عنا هذه الصخرة ، فانصدعت حتى إذا نظروا إلى الضوء ، ثم قال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت قوما يحرث كل رجل منهم بنصف درهم ، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم ، فقال أحدهم : والله لقد عملت عمل اثنين والله لا آخذ إلي درهما ، فذهب وترك ما في يدي ، فبذرت من ذلك النصف درهم ، فأخرج الله ، عز وجل ، من ذلك رزقا كثيرا ، فجاء صاحب النصف درهم فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك خوفا منك فارفع عنا هذه الصخرة ، فانفرجت حتى نظر بعضهم إلى بعض . وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقعب من لبن ، فخفت أن أضعه فتقع فيه هامة وكرهت أن أوقظهما من نومهما فيشق ذلك عليهما ، فلم أزل كذلك حتى استيقظا فشربا ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا هذه الصخرة ، قال : فانفرجت حتى سهل لهم طريقهم حتى خرجوا سالمين " . ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " من صدق الله نجا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية