الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
222 - حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أهدي لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، رقيق أهداهم له بعض ملوك العجم ، فقلت لفاطمة ، رضي الله عنها : ائتي أباك فاستخدميه خادما ، واشتكي إليه ما تلقين من الخدمة ، فانطلقت إليه فلم تجده ، وكان يوم عائشة ، ثم رجعت مرة أخرى فاختلفت أربع مرات ، فلم يأت يومه ذلك حتى صلى العشاء الآخرة ، فلما أتى [ ص: 891 ] أخبرته عائشة ، رضي الله عنها ، أن فاطمة التمسته أربع مرات ، فأتى فاطمة فقال : " ما أخرجك من بيتك ؟ " وطفقت أعيد قولي استخدمي أباك ، فأخرجت إليه يديها ، فقالت : قد مجلتا يدي من الرحى ، بت ليلتي جميعا أدير الرحى حتى أصبحت، وأبو الحسن يحمل حسنا ، وحسينا ، رضي الله عنهما ، فقال لها عند ذلك : " اصبري يا فاطمة بنت محمد ، فإن خير النساء التي نفعت أهلها ، أولا أدلكما على خير من الذي تريدان ، إذا أخذتما مضجعكما فكبرا الله ثلاثا وثلاثين ، واحمدا الله ثلاثا وثلاثين ، وسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، ثم اختما بلا إله إلا الله ، فذلك خير لكما من الذي تريدان ومن الدنيا وما فيها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية