الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
223 - حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن شبث بن ربعي ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قدم على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بسبي فقال علي لفاطمة ، رضي الله عنهما : ائت أباك فاسأليه خادما نتقي به العمل ، فأتت أباها حين أمست ، فقال لها : " ما لك يا بنية ؟ " فقالت : لا شيء ، جئت أسلم عليك ، واستحيت أن تسأله شيئا ، فلما رجعت قال لها علي رضي الله عنه : ما فعلت ؟ قالت : لم أسأله واستحيت ، حتى إذا كانت القابلة قال لها : ائت أباك فاسأليه خادما نتقي به العمل ، فخرجت حتى إذا جاءته قال : " ما لك يا بنية ؟ " قالت : لا شيء يا أبه ، جئت أنظر كيف أمسيت ، واستحيت أن تسأله ، حتى إذا كانت الليلة الثالثة قال لها علي : امش ، فخرجا جميعا حتى أتيا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ما أتى بكما ؟ " فقال [ ص: 892 ] له علي : يا رسول الله ، شق علينا العمل فأردنا أن تعطينا خادما نتقي به العمل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم ؟ " قال علي : نعم يا رسول الله ، قال : " تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدان أن تناما ، فتبيتان على ألف حسنة ، ومثله حين تصبحان فتقومان على ألف حسنة " ، فقال علي : فما فاتتني منذ سمعتها من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلا ليلة صفين ، فإني ذكرتها من آخر الليل فقلتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية