الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الانتباه لما قال الحاكم ولم يخرجاه

محمد بن محمود بن إبراهيم عطية

صفحة جزء
4380 229 - 3 \ 30، 31 (4324) قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا أبو عاصم ، وأخبرنا أبو عمرو بن أبي جعفر المقري واللفظ له، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم ، ثنا حنظلة بن أبي سفيان ، ثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: لما حفر الخندق رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، قال: فانكفأت إلى امرأتي فقلت: إني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن، قال: فذبحتها، وطحنت صاعا، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشاورته، فقلت: يا رسول الله، قد ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، قال: فصاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء. قال: فجئت، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم الناس، حتى جئت امرأتي فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك، ثم قال: ادع لي خابزة فلتخبز معك وافرغوا من برمتكم ولا تنزلوها. وهم ألف، فأقسم جابر بالله تعالى لأكلوا حتى تركوا وانصرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجينتنا لتخبز كما هي. هذا لفظ حديث أبي عمر ، وفي لفظ أبي العباس اختصار. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

كذا قال، ووافقه الذهبي .

التالي السابق


قلت: بل أخرجاه: البخاري (4102) كتاب (المغازي) باب (غزوة الخندق وهي الأحزاب) قال: حدثني عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصم ، أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان ، أخبرنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حفر الخندق، رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، [ ص: 247 ] فانكفأت إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه، فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنا صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء، فجئت وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس، حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو.

وأخرجه مسلم (2039) كتاب (الأشربة) باب (جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك وبتحققه تحققا تاما، واستحباب الاجتماع على الطعام) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، حدثني الضحاك بن مخلد من رقعة عارض لي بها ثم قرأه علي، قال: أخبرناه حنظلة بن أبي سفيان به.




الخدمات العلمية