الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( ج ز ي ) : جزى الأمر يجزي جزاء مثل : قضى يقضي قضاء وزنا ومعنى وفي التنزيل { يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا } وفي الدعاء جزاه الله خيرا أي قضاه له وأثابه عليه وقد يستعمل أجزأ بالألف والهمز بمعنى جزى ونقلهما الأخفش بمعنى واحد فقال الثلاثي من غير همز لغة الحجاز والرباعي المهموز لغة تميم وجازيته بذنبه عاقبته عليه وجزيت الدين قضيته ومنه قوله عليه السلام لأبي بردة بن نيار لما أمره أن يضحي بجذعة من المعز { تجزي عنك ولن تجزي عن أحد بعدك } قال الأصمعي أي ولن تقضي وأجزأت الشاة بالهمز بمعنى قضت لغة حكاها ابن القطاع وأما أجزأ بالألف والهمز فبمعنى أغنى قال الأزهري والفقهاء يقولون فيه أجزى من غير همز ولم أجده لأحد من أئمة اللغة ولكن إن همز أجزأ فهو بمعنى كفى هذا لفظه وفيه نظر لأنه إن أراد امتناع التسهيل فقد توقف في غير موضع التوقف فإن تسهيل همزة الطرف في الفعل المزيد وتسهيل الهمزة الساكنة قياسي فيقال أرجأت الأمر وأرجيته وأنسأت وأنسيت وأخطأت وأخطيت وأشطأ الزرع إذا أخرج شطأه وهو أولاده وأشطى وتوضأت وتوضيت وأجزأت السكين إذا جعلت له نصابا وأجزيته وهو كثير فالفقهاء جرى على ألسنتهم التخفيف وإن أراد الامتناع من وقوع أجزأ موقع جزى فقد نقلهما الأخفش لغتين كيف وقد نص النحاة على أن الفعلين إذا تقارب معناهما جاز وضع أحدهما موضع الآخر وفي هذا مقنع لو لم يوجد نقل وأجزأ الشيء مجزأ غيره كفى وأغنى عنه واجتزأت بالشيء اكتفيت والجزء من الشيء الطائفة منه والجمع أجزاء مثل : قفل وأقفال وجزأته تجزيئا وتجزئة جعلته أجزاء متميزة فتجزأ تجزؤا وجزأته من باب نفع لغة والجزية ما يؤخذ من أهل الذمة والجمع جزى مثل : [ ص: 101 ] سدرة وسدر .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية