الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18044 7972 - (18515) - (4 \ 285) عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا من الأنصار أن يقول إذا أخذ مضجعه: "اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مات، مات على الفطرة".

التالي السابق


* قوله: "أن يقول": أي: بعد أن يتوضأ وضوءه للصلاة؛ كما ثبت في روايات الحديث.

قيل: ليس في حديث ذكر الوضوء عند النوم إلا في هذا الحديث، وله فوائد:

[ ص: 101 ] منها: أن يبيت على طهارة، فإن مات يكون على هيئة كاملة.

ومنها: أن يكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلعب الشيطان به، وكذا بعد أن يضطجع على شقه الأيمن؛ تحصيلا ليمن التيمن كما جاء.

* "أسلمت نفسي إليك": أي: رضيت بتصرفك فيها إمساكا وإرسالا.

* "أمري": أي: شأني كله إليك، فلا مدبر له سواك، فهو تعميم بعد تخصيص بالنسبة إلى إسلام النفس.

* "وألجأت ظهري": أي: أسندته إلى حفظك وعونك؛ إذ لا ينفع إلا حماك.

* "رغبة ورهبة": علة لكل من المذكورات، و"إليك" متعلق بالرغبة، ومتعلق الرهبة محذوف؛ أي: منك، والرهبة والخوف والوجل متقاربة معنى. ثم قد جاء الاختلاف في التقديم، فتقديم الرهبة للإشعار بأنها في الحياة أنفع؛ كما أن الختم على الرغبة أحسن وأحرى، وتقديم الرغبة للإشعار إلى مضمون "سبقت رحمتي غضبي" و"الملجأ" مهموز، "والمنجى" مقصور، ولكن قد يهمز للازدواج، وقد يجعل الأول مقصورا له أيضا، هذا من حيث أصل الكلمة، وأما من حيث الإعراب، فيجوز فيه خمسة أوجه كما قالوا في: "لا حول ولا قوة إلا بالله" أي: لا مهرب ولا ملاذ ولا مخلص عن عقوبتك إلا برحمتك.

* "على الفطرة": أي: دين الإسلام.

* * *




الخدمات العلمية