الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19043 8360 - (19537) - (4 \ 396) عن أبي التياح، حدثني رجل أسود طويل قال:، جعل أبو التياح ينعته أنه قدم مع ابن عباس البصرة فكتب إلى أبي موسى، فكتب إليه أبو موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي فمال إلى دمث في جنب حائط فبال، ثم قال: " كان بنو إسرائيل إذا بال أحدهم، فأصابه شيء من بوله تتبعه فقرضه بالمقراضين " . وقال: " إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله".

التالي السابق


* قوله: "فكتب": أي: ابن عباس.

* "إلى دمث": - بفتحتين - أو - كسر الميم - وهو أشهر: الأرض السهلة الرخوة.

* "في جنب حائط": أي: في قربه، وهو يحتمل ألا يكون القرب بحيث يضر البول فيه البناء، فلا إشكال في البول فيه، وعلى تقدير أن يكون مضرا، فيحتمل أن يكون الجدار غير مملوك، أو علم صلى الله عليه وسلم برضا صاحب الجدار.

* "فقرضه": أي: قطعه؛ أي: محل البول، فكان الحكم في حقهم أشد، وخفف الله تعالى لهذه الأمة حتى يكفيهم إمرار الماء على محل البول.

* "فليرتد": - بسكون الدال - : افتعال من راد، ومنه الإرادة، يقال: ارتاده: إذا طلبه.

[ ص: 429 ] في "النهاية": أي: ليطلب مكانا لينا لئلا يرجع عليه رشاش بوله يريد: أن المفعول محذوف بقرينة المقام، ولو قدر: فليطلب مثل هذا المكان، فحذف المفعول بقرينة مشاهدة مثله، كان أولى.

* * *




الخدمات العلمية