الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18698 [ ص: 351 ] 8235 - (19180) - (4 \ 359 - 360) عن المغيرة بن شبل قال: وقال جرير: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي، ثم حللت عيبتي، ثم لبست حلتي، ثم دخلت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فرماني الناس بالحدق، فقلت لجليسي: يا عبد الله، ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ذكرك آنفا بأحسن ذكر، فبينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال: " يدخل عليكم من هذا الباب، أو من هذا الفج، من خير ذي يمن، إلا أن على وجهه مسحة ملك " قال جرير: " فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني " ، وقال أبو قطن: فقلت له: سمعته منه أو سمعته من المغيرة بن شبل قال: " نعم ".

التالي السابق


* قوله: "أنخت": من الإناخة.

* "عيبتي": - بفتح فسكون - أي: موضع ثيابي المخصوصة.

* "بالحدق": - بفتحتين - أي: نظروا إلي بعيونهم كما ينظرون إلى عظيم إذا جاء في مجلس، فلذلك سأل رفيقه عما سأل عنه؛ لأنه علم أن نظرهم بذلك الوجه ليس إلا لذلك.

* "فبينا هو يخطب": من جملة قول الرفيق له؛ لبيان أحسن الذكر.

* "إذ عرض": أي: ذكرك.

* "ذي يمن": الظاهر أنه - بضم الياء - بمعنى: التيمن والبركة، أو هو - بفتحتين - بمعنى البلاد المعروفة؛ فإن بجيلة في ناحية اليمن.

* "أبلاني": أي: أعطاني.

* * *




الخدمات العلمية