الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      5012 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا سعيد بن محمد حدثنا أبو تميلة قال حدثني أبو جعفر النحوي عبد الله بن ثابت قال حدثني صخر بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من البيان سحرا وإن من العلم جهلا وإن من الشعر حكما وإن من القول عيالا فقال صعصعة بن صوحان صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم أما قوله إن من البيان سحرا فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق وأما قوله إن من العلم جهلا فيتكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهله ذلك وأما قوله إن من الشعر حكما فهي هذه المواعظ والأمثال التي يتعظ بها الناس وأما قوله إن من القول عيالا فعرضك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( وإن من العلم جهلا ) : أي لكونه علما مذموما والجهل به خير منه أو لكونه [ ص: 288 ] علما مما لا يعنيه فيصير جهلا بما يعنيه . وقيل هو أن لا يعمل بعلمه فيكون ترك العمل بالعلم جهلا قال في النهاية : قيل هو يتعلم ما لا حاجة إليه كالنجوم وعلوم الأوائل ويدع ما يحتاج إليه في دينه من علم القرآن والسنة . وقيل هو أن يتكلف العالم القول فيما لا يعلمه فيجهله ذلك . انتهى .

                                                                      ( وإن من القول عيالا ) : بكسر أوله . قال الخطابي : هكذا رواه أبو داود عيالا ، ورواه غيره إن من القول عيلا .

                                                                      قال الأزهري قوله عليه السلام عيلا من قولك علت الضالة أعيل عيلا إذا لم تدر أية جهة تبغيها . قال أبو زيد كأنه لم يهتد لمن يطلب علمه فعرضه على من لا يريده . انتهى .

                                                                      وفي النهاية : إن من القول عيلا هو عرضك حديثك وكلامك على من لا يريده وليس من شأنه . يقال علت الضالة أعيل عيلا إذا لم تدر أي جهة تبغيها كأنه لم يهتد لمن يطلب كلامه فعرضه على من لا يريده . انتهى .

                                                                      ( فقال صعصعة بن صوحان ) : بضم المهملة وبالحاء المهملة تابعي كبير مخضرم فصيح ثقة مات في خلافة معاوية قاله الحافظ ( وهو ألحن ) : أي أقدر على بيان مقصوده من لحن بالكسر إذا نطق بحجته ( بالحجج ) : جمع حجة ( ولا يريده ) : أي لا يريد المعروض عليه كلامك وحديثك فيصير كلامك ثقيلا عليه كالعيال قاله السندي .

                                                                      قال المنذري : في إسناده أبو تميلة يحيى بن واضح الأنصاري المروزي وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي ، وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء ، فقال أبو حاتم الرازي يحول من هناك .




                                                                      الخدمات العلمية